سورة المؤمنون - تفسير تفسير ابن عجيبة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


قلت: {هارون}: بدل من {أخاه}.
يقول الحق جل جلاله: {ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا} التسع؛ من اليد، والعصا، والطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم، ونقص الثمرات، والطاعون. ولا مساغ لعدّ فلق البحر منها؛ إذ المراد الآيات التي كذبُوها واستكبروا عنها، بدليل ما بعدها. {وسلطانٍ مبينٍ}؛ وحجة واضحة مُلزِمَة للخصم الإقرار بما دُعي إليه، وهي إمّا العصا، وإفرادها بالذكر مع اندراجها في الآيات؛ لأنها أبهر آياته عليه السلام، وقد تضمنت معجزات شتى؛ من انقلابها ثعباناً، وتلقفها ما أفكته السحرة، كما تقدم. وأما التعرض لانفلاق البحر وانفجار العيون من الحجر؛ بضربها، وحراستها، وصيرورتها شمعة، وشجرة خضراء مثمرة، ودلْواً ورشاء، وغير ذلك مما ظهر منها في غير مشهد فرعون وقومه، فغير ملائم لمقتضى المقام، وإمّا ما أتى به من الحجج الباهرة، فيشمل ما تقدم وغيره.
{إلى فرعون وملَئه} أي: أشراف قومه، خصهم بالذكر؛ ليرتب عليه ما بعده من قوله: {فاستكبروا} عن الإنقياد وتمردوا. تكبراً وترفعاً، {وكانوا قوماً عالين}: متكبرين، متمردين، {فقالوا}، فيما بينهم، على طريق المناصحة: {أنؤمن لبشَرَيْنِ مثلنا}، مثل وغير يوصف بها الإثنان والجمع والمذكر والمؤنث، والبشر يطلق على الواحد، كقوله: {بَشَراً سَوِياًّ} [مريم: 17]، وعلى الجمع، كقوله: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً} [مريم: 26]، وأراد به هنا الواحد، فثناه، أي: كيف نؤمن لبشرين مثلنا في العجز والافتقار، {وقومهما لنا عابدون} أي: خادمون منقادون لنا كالعبيد، وكأنهم قصدوا بذلك التعريض بهما- عليهما السلام- وحط رتبتهما العلية عن منصب الرسالة من وجه آخر غير البشرية، بناء على زعمهم الفاسد، من قياس الرئاسة الدينية على الرئاسات الدنيوية، الدائرة على التقدم في نيل الحظوظ الدنيوية، من المال والجاه، كدأب قريش، حيث قالوا: {لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ} [الأحقاف: 11]. {وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]. وعلى جهلهم بأن مناط الاصطفاء للرسالة هو السبق في حيازة النعوت العلية، وإحراز الكمالات السنية، جِبِلَّةً او اكتساباً، {فكذبوهما} أي: فتمادوا على تكذيبهما، وأصروا، واستكبروا استكباراً، {فكانوا من المهلَكِين} بالغرق في بحر القلزم.
{ولقد آتينا} بعد إهلاكهم، وإنجاء بني إسرائيل من مِلكِهم واسترقاقهم، {موسى الكتابَ}: التوراة، ولَمَّا نزلت لإرشاد قومه جُعلوا كأنهم أوتوها، فقيل: {لعلهم يهتدون} إلى الحق بالعمل بما من الشرائع والأحكام، وقيل: على حذف مضاف، أي: آتينا قوم موسى، كقوله: {على خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ} [يونس: 83]، أي: من آل فرعون وملئهم. والله تعالى أعلم.
الإشارة: كل من طُرد وأُبعد عن ساحة رحمة الله تعالى والوصول إليه، فإنما سببه التكبر والعلو، وكل من قرب ووصل إلى الله فإنما سببه التواضع والحنو، ولذلك ورد: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كان في قَلْبِه مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» وحقيقة الكِبرِ: بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاسِ، أي: إنكار الحق واحتقار الناس، وفي مدح التواضع والخمول ما لا يخفى. فمن تواضع، دون قدره، رَفَعَهُ الله فوق قدره، فالتواضع مصيدة الشرف، به يصطاد وينال، ومن أوصاف أهل الجنة: «كل ضعيف مستضعف، لو أقسم على الله لأبره في قسمه»، إلى غير ذلك من الأخبار.
وكل من أنكر على أهل الخصوصية فسببه إما الحسد، أو الجهل بأن الخصوصية لا تنافي أوصاف البشرية، أو قياس الرئاسة الباطنية الدينية على الرئاسة الدنيوية، فأسقط من لا رئاسة له في الظاهر ولا جاه، أو لعدم ظهور الكرامة، وهي غير مطلوبة عند المحققين. والله تعالى أعلم.


يقول الحق جل جلاله: {وجعلنا ابنَ مريَم وأمه آيةً} دالة على كمال قدرتنا؛ بولادته منها من غير مسيس بشر، ووحَّدها؛ لأن الأعجوبة فيهما واحدة. أو المراد: وجعلنا ابن مريم آية وأمه آية، فحذفت الأولى؛ لدلالة الثانية عليها، أي: وجعلنا ابن مريم وحده، من غير أن يكون له أب، آية، وأمه، من حيث أنها وَلدت من غير ذَكَر، آية، وتقديمه عليه السلام؛ لأصالته فيما ذَكَر من كونه آية كما أن تقديم أمه في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا وابنهآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 91]، لأصالتها فيما نسب إليها من الإحصان والنفخ.
{وآويناهما} أي: جعلنا مأويهما ومنزلهما {إلى ربوةٍ} أي: أرض مرتفعة، وهو بيت المقدس؛ فإنها كبد الأرض، وأقرب الأرض إلى السماء، بمعنى أنه يزيد علوها على علو الأرض، فينتقصُ بُعدها عن السماء عن بُعد غيرها منها بثمانية عشر ميلاً، كما جاء، ولعل ذلك سر كونها أرض الحشر، وكون الإسراء وقع منها. قاله المحشي، وقيل: دمشق، وقيل: فلسطين، والرملة. {ذات قرارٍ}؛ مستقر من الأرض، مستوية منبسطة، سهلة، أو ذات ثمار، يستقر؛ لأجل ثمارها، ساكنوها فيها، {ومَعِين} أي: ماء معين، ظاهر، جارٍ، فقيل: من معن، إذا جرى، أو مدرك بالعين لظهوره من عانه إذا أدركه بعينه أو من الماعون وهو النفع؛ لأنه نفاع لظهوره وجريه. والله تعالى أعلم.
الإشارة: كان عيسى عليه السلام منقطعاً عن هذا العالم، متبتلاً زاهداً، لم يتخذ في هذه الدنيا قراراً، ولم يبن فيها مسكناً ولا داراً، فكان آية للعباد والزهاد من الرجال. كما أن أمه كانت آية للنساء العابدات، في التبتل والانقطاع، فآواهما إلى ربوة التقريب والاصطفاء، ذات قرار وتمكين ومصافاة ووفاء، وجعل، جل جلاله، أولياءه على قدم أنبيائه، فمنهم على قدم نوح عليه السلام في القوة ونفوذ الهمة، مهما دعا على أحد هلك. ومنهم على قدم إبراهيم عليه السلام في الشفقة والرحمة وعلو الهمة، وتحقيق التوحيد، وإمام أهل التفريد، ومنهم على قدم موسى عليه السلام في المناجاة والمكالمة والقوة والعزم، ومنهم على قدم عيسى عليه السلام في الزهد والانقطاع، ومنهم على قدم نبينا محمد- عليه الصلاة والسلام-؛ وهو الجامع لما افترق في غيره، وهو قطب الدائرة، نفعنا الله بهم جميعاً.


قلت: {وإن هذه}: مَن كسره استأنف، ومَن فتحه حذف اللام، أي: فاتقون؛ لأنَّ هذه، أو معطوف على ما قبله: {بما تعملون عليم}، وبأن هذه، أو بتقدير: واعلموا أن هذه. و{زُبُراً}: حال من: {أَمْرهم}، أو من واو {تقطعوا}، و{نُسارع}: خبر أن، وما: موصولة.
يقول الحق جل جلاله: {يا أيها الرسل كُلوا من الطيبات}، هذا النداء والخطاب ليسا على ظاهرهما؛ لأنهم أرسلوا متفرقين في أزمنة مختلفة، وإنما المعنى: الإعلام بأنَّ كل رسول في زمانه نُودي بذلك، ووصي به؛ للإيذان بأن إباحة الطيبات شرعٌ قديم، جرى عليه جميع الرسل- عليه الصلاة والسلام- وَوُصّوا به، أي: وقلنا لكل رسول: كُلْ من الطيبات واعمل صالحاً. فعبَّر عن تلك الأوامر المتعددة المتعلقة بالرسل بصيغة الجمع؛ للإيجاز، وفيه من الدلالة على بطلان ما عليه الرهابنة من رفض الطيبات ما لا يخفى. قاله أبو السعود. وقيل: خطاب لعيسى عليه السلام؛ لاتصال الآية به، وكان يأكل من غزل أمه، وهو من أطيب الطيبات، وقيل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لفضله وقيامه مقام الكل، وكان يأكل من الغنائم، وما رزقه الله من غير اختيار على الله، والجمع: للتعظيم فيهما، والطيبات: ما يُستطاب ويُستلذ من مباحات المآكل والفواكه، حسبما يُنبىء عنه سياق النظم الكريم.
{واعملوا} عملاً {صالحاً}، فإنه المقصود منكم؛ شكراً لما أُسدي إليكم، ولا تشتغلوا بالنعم عن طاعة المنعم وشهوده، {إني بما تعملون} من الأعمال الظاهرة والباطنة، {عليم}، فأجازيكم عليه، وفيه تهديد للمذكورين، فما بالك بغيرهم ممن ألهته النعم عن شهود المنعم وشكره؟!
{وإن هذه أمتكم} أي: ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها {أمةً واحدة} أي: ملة واحدة، متحدة في أصول الشرائع، التي لا تُبدل بتبدل الأعصار، وهو التوحيد وما يتبعه من أصول العقائد. {وأنا ربكم} من غير أن يكون لي شريك في الربوبية، {فاتقون}: فخافوا عتابي في مخالفتكم أمري، أو في شق العصا، والمخالفة بالإخلال بمواجب ما ذكر من اختصاص الربوبية بي.
والخطاب للرسل والأمم جميعاً، على أن الأمر في حق الرسل للتهييج، وفي حق الأمم للتحذير. قيل: وجاء هنا: {فاتقون}، الذي هو أبلغ في التخويف والتحذير من قوله في الأنبياء: {فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]؛ لأن هذه جاءت عقب إهلاك طوائف كثيرين، وفي الأنبياء، وإن تقدمت أيضاً قصة نوح وما قبلها، فإنه جاء بعدها ما يدل على الإحسان واللطف التام، في قصة أيوب ويونس وزكريا ومريم، فناسب الأمر بالعبادة لمن هذه صفته.
ثم قال تعالى: {فتقطَّعوا أمرهم} أي: فتفرقوا في أمر دينهم مع اتحاده، وجعلوه قطعاً متفرقة، وأدياناً مختلفة، {بينهم زُبراً} أي: قطعاً- جمع زَبور، بمعنى الفرقة، ويؤيده قراءة من قرأ: {زُبَراً} بفتح الباء، جمع زُبْرة؛ كغُرْفة، أي: قطعاً مختلفة، كلٌّ ينتحل كتاباً، وقيل: جمع زَبور، بمعنى كتاب، أي: كل فريق يزعم أن له كتاباً يتمسك به.
وعن الحسن: قطعوا كتاب الله قطعاً وحرَّفوه، والأول أقرب، أي: تفرقوا في أصل الدين فرقاً، وتحزبوا أحزاباً، {كل حزب} من أولئك المتحزبين {بما لديهم} من الدين الذي اختاروه، أول من الهوى والرأي، {فَرِحُون}: مُعجبُون، يعتقدون أنه الحق.
{فذَرهم في غمرتهم}؛ في جهالتهم وغفلتهم، شبَّه ما هم فيه من الجهالة بالماء الذي يغمر القامة؛ لأنهم مغمورون فيها، سابحون في بحر الجهالة، والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم؛ إيذاناً بأنهم مطبوع على قلوبهم، أي: اتركهم على حالهم {حتى حين}: حتى نأمرك فيهم بما شئتُ من الجهاد أو غيره، أو: إلى أن يُقتلوا أو يموتوا على الكفر، أو: إلى وقت حلول العذاب بهم. فهو تهديد وتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهى عن استعجال عذابهم، وفي التنكير والإبهام ما لا يخفى من التهويل.
{أيحسبون أنما نُمِدُّهم به} أي: نعطيهم إياه ونجعله مدداً لهم، {من مالٍ وبنين}؛ {من}: بيان، أي: أيظنون أن الذي نمدهم به من الأموال والبنين، {نُسارعُ لهم} بذلك {في الخيرات بل لا يشعرون} أنه استدراج، قيل: استدراك لقوله: {أيحسبون} أي: بل هم أشباه البهائم، لا شعور لهم حتى يتأملوا في ذلك، هل هو استدراج أو مسارعة في الخيرات؟ وحاصل المعنى: أن هذا الإمداد ليس إلا استدراجاً لهم إلى المعاصي، وهم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات، ومعاملة لهم بالثواب، جزاء على حسن صنيعهم.
وهذه الآية حجة على المعتزلة في مسألة الأصلح؛ لأنهم يقولون: إن الله- تعالى- لا يفعل بأحد من الخلق إلا ما هو أصلح له في الدين، وقد أخبر أن ذلك لا خير لهم فيه ولا صلاح، والله تعالى أعلم.
الإشارة: تناول الطيبات وما تشتهيه النفس من أنواع الملذوذات، مباح في الشرع قديماً وحديثاً، إن كان من وجه مباح وقارنه الشكر؛ لأن الحق تعالى ما خلق ذلك إلا لعباده؛ ليشكروه ويحمدوه، ويتذكروا بذلك نعيم الجنان، الذي لا يفنى ولا يزول، وما هذا النعيم الدنيوي إلا أنموذج من نعيم الآخرة، قال تعالى: {فَمَا مَتَاعُ الحياة الدنيا فِى الآخرة إِلاَّ قَلِيلٌ} [التوبة: 38]. هذا باعتبار عامة المسلمين، وأما الخاصة؛ من العُبَّاد والزهاد والمريدين السائرين، فهم يجتنبون ما تجنح إليه النفس، ويتعلق به القلب؛ خوفاً من الإشتغال بذلك عن العبادة أو السير؛ لأن القلب إذا توجه لأمر أعرض عن الآخر، فإذا توجه إلى طلب الشهوات أعرض عن الله، وتَفَتَّر عن السير، وتَكَبَّل عن النهوض إلى الحضرة. ولذلك قال في الحِكَم: (كيف يشرق قلب: صُورُ الأكوان منطبعة في مرآته؟ أم كيف يرحل إلى الله وهو مُكَبَّل بشهواته؟ أم كيف يدخل حضرة الله وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟ أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟) وقال بعضهم: لَدغُ الزنابير على الأجسام المَقرحة، أيسر من لدغ الشهوات على القلوب المتوجهة. اهـ.
وأما خاصة الخاصة؛ وهم العارفون المتمكنون، فهم مع مولاهم، يأخذون من يده ما يعطيهم؛ لأن قلوبهم قد استغرقتها الأنوار، فلم يبق فيها متسع للأغيار، قد تهذبت نفوسهم، واطمأنت بالله قلوبهم، فلا تلتفت إلى غير مولاها. وبالله التوفيق.
وقوله تعالى: {فتقطعوا أمرهم بينهم...} إلخ، الاختلاف، إن كان التوحيد وما يرجع إليه من أصول العقائد، فهو مذموم، وهو الذي نعاه الله على الكفرة المتحزبة، وأمَّا إن كان في الفروع فهو مشروع، كاختلاف الشرائع والمذاهب، ولذلك قال- عليه الصلاة والسلام-: «اختلاف أمتي رحمة»، وقال بعض الصوفية: ما زالت الصوفية بخير ما تنافروا، فإن توافقوا فلا خير فيهم. اهـ. والمراد بالتنافر- في حقهم- التناصح، وإنكار بعضهم على بعض؛ إذا رأى من أحد عيباً، فإن سكتوا عن بعضهم، وتوافقوا على مساوئ بعضهم بعضاً، فلا خير فيهم، وأما قلوبهم فهي متوافقة مؤتلفة.
وقوله تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون}، أما أهل الحق فهم فرحون؛ لسلوكهم على المنهاج المستقيم، المُفضي إلى رضوان الله ورحمته، وأما أهل الباطل فزين لهم الشيطان أعمالهم؛ ليتمكنوا من التقرر عليه حتى ينفذ مراد الله فيهم، ولو تحققوا أنهم على باطل لم يمكن قرارهم عليه، فتبطل حكمته وقهريته، وكل من أقامه الحق- تعالى- في حرفة أو خُطة، زينها الله- تعالى- في قلبه حتى يقوم بها، وكذلك أهل الأسباب من أرباب الدليل والبرهان، مع أهل التجريد من أهل الشهود والعيان، لو علموا بمقام أهل العيان ما أقاموا في الأسباب، ولتجردوا كلهم، فتبطل الحكمة الإلهية. وكان إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه يقول: (لو يعلم الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف): فسبحان من قرَّب قوماً وأبعد قوما، {وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا}. والله تعالى أعلم وأحكم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7